الاتحاد الأوروبي يسعى لتطبيق رسوم أمريكية مخفضة بأثر رجعي على السيارات.

أعلن المفوض التجاري الأوروبي، ماروش شيفكوفيتش، يوم (الخميس) في تصريح بالغ الأهمية، أن الاتحاد الأوروبي يسعى بدأب لتطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية المُخفضة على واردات السيارات الأوروبية بأثر رجعي، وهو ما يُعد خطوة طموحة تهدف إلى تعزيز التبادل التجاري بين الطرفين.

وقد جاء هذا الإعلان في سياق بيان مشترك صدر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والذي يُفصل بدقة تفاصيل اتفاقية تجارية إطارية هامة، تم التوصل إليها بتضافر الجهود في شهر يوليو الماضي، مما يعكس حرص الطرفين على تطوير العلاقات الاقتصادية.

وأوضح البيان أن الرسوم الأمريكية الجديدة، والمقدرة بنسبة 15%، سوف تُطبق على غالبية الواردات الأوروبية، وفي المقابل، يلتزم الاتحاد الأوروبي بإلغاء الرسوم الجمركية على السلع الصناعية الأمريكية، بالإضافة إلى تسهيل وصول المنتجات الأمريكية من المأكولات البحرية والمنتجات الزراعية إلى الأسواق الأوروبية، مما يخلق توازناً في المصالح التجارية.

وبحسب البيان، فإن واشنطن سوف تُخفض الرسوم الجمركية الحالية المفروضة على السيارات وقطع الغيار، والتي تصل حالياً إلى 27.5%، وذلك بمجرد أن يقدم الاتحاد الأوروبي التشريعات الضرورية لتخفيض الرسوم على البضائع والمنتجات الأمريكية المتبادلة، وهو ما يُعد خطوة هامة نحو تيسير التجارة البينية.

ومن المتوقع أن يبدأ العمل بتخفيض الرسوم الأمريكية اعتباراً من اليوم الأول في الشهر الذي يتم فيه تقديم التشريعات الأوروبية اللازمة، وهو ما يُشير إلى حرص الطرفين على سرعة تطبيق بنود الاتفاقية.

وفي هذا الصدد، أكد شيفكوفيتش أن المفوضية الأوروبية تعتزم تقديم مقترحاتها التفصيلية بحلول نهاية هذا الشهر، وهو ما يعني إمكانية تطبيق التخفيضات الجديدة ابتداءً من الأول من شهر أغسطس القادم، مما يُعد جدولاً زمنياً طموحاً يعكس الإرادة السياسية لتفعيل الاتفاقية.

وفي تصريح لمسؤول أمريكي رفيع المستوى لوكالة «رويترز»، أشار إلى إمكانية تخفيف الرسوم الجمركية عن شركات صناعة السيارات الأوروبية في غضون أسابيع قليلة، وهو ما يبعث برسالة إيجابية إلى قطاع صناعة السيارات في أوروبا.

يُذكر أن الإعلان عن هذه الاتفاقية الهامة قد تم في السابع والعشرين من شهر يوليو الماضي، وذلك بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في ملعب ترمب للغولف في أسكتلندا، وقد أشاد الطرفان بالاتفاقية واعتبروها إنجازاً تاريخياً، وأكدا على إمكانية توسيع نطاقها ليشمل مجالات إضافية في المستقبل.

كما تضمن البيان التزام الولايات المتحدة بتطبيق رسوم الدولة الأكثر رعاية (بنسبة أقل من 15%) على منتجات متنوعة مثل الطائرات الأوروبية والأدوية الجنيسة والموارد الطبيعية، وذلك اعتباراً من الأول من شهر سبتمبر القادم، مع استثناء بعض المنتجات مثل النبيذ والمشروبات الروحية.

وأكد الاتحاد الأوروبي عزمه على شراء ما قيمته 750 مليار دولار من الغاز الطبيعي المسال والنفط والمنتجات النووية الأمريكية، بالإضافة إلى شراء رقائق الذكاء الاصطناعي الأمريكية بقيمة 40 مليار دولار، مع التخطيط لاستثمارات أوروبية ضخمة بقيمة 600 مليار دولار في القطاعات الاستراتيجية الأمريكية حتى عام 2028، مما يعكس عمق الشراكة الاقتصادية بين الطرفين.

وأخيراً، اتفق الطرفان على معالجة الحواجز التجارية الرقمية غير المبررة، ووضع قواعد منشأ تضمن استفادة الشركاء التجاريين بشكل رئيسي من التبادل التجاري، وهو ما يهدف إلى خلق بيئة تجارية عادلة وشفافة.